كيف تئد مواقع التواصل الاجتماعي غضبنا الفعلي؟
- Siin land
 - 22 أكتوبر 2024
 - 1 دقيقة قراءة
 
لطالما نَجحت الرأسمالية في استراتيجية خَلق المساحات الضيقة والوهمية لكُل شيء لا يخدم مصالحها، وليفعل الناس ما يريدون في هذه المساحات الضيقة والعوالم الموازية دون تعكير صفو الشارع. أنها الخصخصة في سبيل المحافظة على العام. وهذا ينطبق على الحِراك الالكتروني الذي هو في نهاية المطاف مساحة تَفريغ هيأتها لنا الرأسمالية لنُمارس فيها ومن خلالها غضبنا في مُقابل تَرك الحيز العام لسطوة عَجلتي الانتاج والاستهلاك.

في هذا الصدد يتحدث جيل دولوز في كتابه " ضد أوديب والرأسمالية " عن موضوع العلاج والتحليل النفسي، مُعتقدًا أن الرأسمالية أنتجت مساحات العلاج النفسي ليتحدثوا الناس فيها عن رغباتهم ومشاعرهم في مُقابل تحييدها عن الخارج أي الشارع والفضاء العام الذي لا مكان فيه للرغبة بل للعمل، قائلًا " يتواطأ المحلل النفسي مع البرجوازي فيهمس له في أذنه: دع المُجتمع يعمل، أما الرغبة فسنتكفل نحن بها، سنُخصص لها حيزًا صغيرًا على وَبَرِ أريكتنا" في هذا الاقتباس تتجلى رؤية دولوز حول الرَغبة وكيفية تطويعها. وأعتقد أن هذه الرؤية ذكية للغاية والا فكيف تحولنا الى روبوتاتٍ مُغتَربة؟ حَدث ذلك من خلال اقصاء ذواتنا بما نحمل من رغبة وغضب وحب عن الحيز العام.

وهذا ما حدث أيضا في تفاعلنا مع الأحداث السياسية، استمرت الحياة بشكلٍ طبيعي من حيث ذهابنا للعمل وشرائنا للبيوت والسيارات والملابس وغيره، تماسكت عَجلة الرأسمالية مُقابل تَفتُت أرواحنا التي وجدت حيزًا صغيرًا للتهاوى فيه وتغضب داخله وهو مواقع التُواصل الاجتماعي.



تعليقات