top of page

خطر السردية الواحدة: شيماماندا نغوزي

تتحدث شيماماندا نغوزي في خطابها الشهير The Danger of a Single Story من موقع الكاتبة النيجيرية التي عاشت في أكثر من عالم، وتعرّضت لصورة نمطية مبسطة اختزلت بلدها وثقافتها وتجربتها في "قصة واحدة"، غالبًا من منظور غربي. السردية الواحدة" ليست فقط قصة ناقصة، بل أداة للهيمنة، فحين يُروى عن مجتمع، شخص، بلد، أو ثقافة من زاوية واحدة — غالبًا من زاوية القوّة — فإن هذه القصة تصبح الحقيقة الوحيدة، مهما كانت مشوهة، مما يُنتج صورًا نمطية، إقصاءً، وتجريدًا من التعقيد الإنساني. حيث تتحدث عن القصص التي قرأتها في طفولتها تقول إنها كانت تقرأ كتبًا بريطانية وأمريكية فقط، ونتيجة لذلك، كانت تكتب في طفولتها قصصًا عن أطفال يأكلون التفاح ويتحدثون عن الطقس" — أشياء لا تمتّ بصلة لحياتها في نيجيريا.

.يأكلون التفاح، ويتحدثون كثيرًا عن الطقس."

شيماماندا نغوزي

هذه كانت أول تجربة لها مع قوة السرد — كيف تشكّل القصص الطريقة التي نرى بها أنفسنا.و حين ذهبت للدراسة في أمريكا:

تحدثت عن زميلتها الأمريكية التي اندهشت لأن شيماماندا "تتحدث الإنجليزية جيدًا"، و"تعرف كيف تستخدم موقد الغاز"، لأنها كانت تتخيل أن كل الأفارقة "فقراء، جائعون، ضحايا فقط".

 "كانت لديها قصة واحدة عن إفريقيا: قصة كارثة."

"She had a single story of Africa: a story of catastrophe.

من يملك السرد؟

تقول شيماماندا إن جزءًا كبيرًا من خطر السردية الواحدة هو أن من يمتلك السلطة، يمتلك الحق في رواية القصة — وغالبًا يرويها عن الآخرين، لا عن نفسه. وتُركز على أهمية القصص، حيث تقول ان القصص تصنع الانسان أو تلغيه، فقد تم استخدامها لسلب حقوق الناس وتشويه حقائقهم، لكنها يُمكن ان تُستخدم أيضاً لتمكينهم أو انسانيتهم، فالقصص كما تصفها ليست بريئة، حيث ان وراء كل قصة هناك موقع سلطة، نية سردية، ومساحة يُراد من القارئ أن يقف فيها. وأن المُشكلة تكمُن في سماعنا أو تعرضنا لقصة واحدة عن مكان أو شخص، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على رؤية التنوع والتعقيد الذي يُكوّن تلك التجربة.

لهذا فهي تدعونا للتعدد السردي بوصفه فعل مُقاومة، فاننا عندما نكتب قصصنا بأنفسنا، أو نقرأ قصصًا متنوعة، نُقاوم الاستعمار السردي، ونخلق مساحة للإنسانية المشتركة.


 
 
 

تعليقات


bottom of page