الحياة: مُراوغة متواصلة مع الوقت.

يقول حسين البرغوثي في احدى مقابلاته الأخيرة، وهو على فراش الموت " السرطان مجاش بوقته". وكأن مشكلته في حقيقة الأمر، هي مُشكلة توقيت. فقد جاء مرضه وهو في أوج مسيرته الأدبية والشعرية، فهل  للمرض وقتٌ مُناسب يا حسين؟ رُبما، ورُبما للفرح وللحب أيضا. أما الألم فيصبح ضمن هذا المعيار، هو محض خطأ في التوقيت.

هُنا يتساوى الحُب والحزن والمرض، هُنا أي عندما يخوننا التوقيت، تتحول جميع المشاعر الى ألم، بما فيها مشاعر الفرح المُتفجر. يُشبه الأمر أن تذهب الى مكانٍ جَميل وفي قلبك حُزنٌ كبير، هُنا سيصبح الحُزن مُضاعف، حُزنٌ على الحُزن، وحزنٌ على الجمال الذي لا تستطع الاستمتاع به. هُنا تتمنى لو أن الجمال غير موجود ولو أن الشَمس غائبة لتُواتي ظلام قلبك.

من يُحب السينما والأفلام الرومانسية سوف يُدرك ان عامل الوقت هو من يُضفي الألم على بعض القصص، فكثير منها تتحدث عن أشخاص التقوا وأحبوا بعضهم في الوقت غير المُناسب، في يوم سألتُ صديق عن أكثر أغنية بحبها للراحل ملحم بركات، فقال " جيت بوقتك فرفح قلبي" ظننت انها اجابة عابرة في حديث تافه، ولكني الاَن أعتقد ان لا شيء يفرفح القلب كشحصٍ أو حدثٍ او حبٍ يجيء في وقته ولا شيء يؤلم القلب كشخصٍ أو حدثٍ أو حبٍ يجيء في غير وقته، وعلى ما يبدو أن الحياة كُلها مُراوغةُ مُتواصلة مع الوقت.