top of page

هذه ليست رومانسية!

  • صورة الكاتب: Siin land
    Siin land
  • 5 أكتوبر 2024
  • 1 دقيقة قراءة

عندما تكون خارج بلدك، يتحول العالم الى معرض كبير، تنظر للمدن بعيون الناقد، ويكون حبك لها مشروط، وكأن لسان حالك يقول هذه المدينة جميلة لكن.. وهذه فيها الناس طيبون لكن.. وتلك فيها فرص للعمل والتطور لكن.. وتستطيع هذه ال لكن ان تمنعك من حب المدينة واتخاذ قرار العيش فيها، أما في بلدك تتحول كلمة "لكن"  الى كلمة "بالرغم من" وتجد نفسك تقبل البلاد بالرغم من كل عيوبها ودمارها واحتمالات الموت فيها… 

البلاد

هذه ليست رومانسية! بل على العكس تماما، أنها تُخمة الواقع، أين الرومانسية في ان تُحب شخصا او شيئا اذا كنت لا تملك الا خيار الحُب؟ يشبه الأمر في ان تُحب الأم ابنها، هل ثمة ما هو بديهي أكثر من ذلك؟ وعلى الرغم من بديهيته إلا انه أعظم حُب في العالم،  هذا هو حالنا مع بلادنا..حب عظيم ولكنه بديهي وعادي، لا يحتمل الرومانسية ولكنه يصنعها مرارًا  وتكرارًا..


اعتدنا ان نقول اننا نعيش في البلاد على كَف عفريت، وهذا دقيق للغاية تِبعًا للتقلبات التي نعيشها والموت العشوائي الذي ننجو منه مُصادفة، والغد الذي لا نعرف ماهيته، ولكن الغريب ان هذه الأيام  التي تُحاك على كف العفريت يُمكن النظر اليها كسيرورة وقصة حياة أكثر من وقتنا المُستقطع خارج البلاد لأن العيش على كف عفريت يعني الاشتباك مع الحياة، قد تقع عن الكف وقد تنجو، قد توشك على الموت وقد لا تموت، وقد تموت دون ان تَقَع.. وهكذا، أنها حالة من مراوغة الحياة والعيش فيها، في خِضَمِها وللأسف على ما يبدو ان الخيار الاَخر هو العيش على الهامش والتفرج من بعيد على كَف العفريت وهو يتلاعب في حياتك التي هُناك..


تعليقات


bottom of page