top of page

قُلوب واسعة، مُدُن ضيقة

تاريخ التحديث: 14 سبتمبر 2024

سين في أرجاء المدينة، تَنظُر إلى المقاهي الممتدة على حواف الشوارع، تُراقبُ الأحباء الجالسين وتَسمع الحكايات, قصص حُب فاشلة تملأ هذه المدينة، قلوب مكسورة وموتٌ صغير يحدث في كُل رُكن دون ان يُحدث ضجيج الا أن سين قادرة على سماعه، فهي تُحب قصص الحُب، خصوصًا تلك المؤلمة، اذ تعتقد سين أن الحُب لحظة هاربة، أنها فُرصة تلوح في الأفق لا يمكن القبض عليها مهما لاحقناها، ولا يتحقق الحب في قلبها إلا إذا أثبت استحالته، .. لا تنسى سين المرة الأولى التي أحبت فيها، لم تكن الأولى طَبعًا لكن هُناك دائمًا حُبًا يُسمى الحب الأول مهما سبقته قصص وتجارُب، كانت احدى أيام يَناير، وهي تُحب بدايات السنة، تُحب البدايات وحَسب! كانت في مقهى تَبحت عن مقعدٍ مُشمس، تتفحص السماء وما ينبعث منها من أشعة شمس وتُلاحقها بطريقة مُضحكة، وبينما تتحرك بعفوية وترفع يدها نحو السماء لتستدل على أشعة الشمس، تقع عيونها على شاب يَنظُر اليها ويضحك بطريقة مُحبة، تجد نفسها مُتأملة ضحكته، شيء ما في قلبها تَحَرَك، تساءلت من هذا الغَريب؟ ولماذا يبدو مألوفًا إلى هذه الدرجة! شَعَرت سين وكأن أحدًا أزال صخرة من قلبها كانت تحول دون تَدَفُق نهرٍ جارف! شَعَرت بسيلان النهر ينبعث من قلبها يصل إلى أخمض رجليها.  " هااااااااااي" يأتي صوت من فتاة ذات شعر مموج ويَقطع اللحظة . تلتفت سين لتجد صديقتها، أو بالأحرى فتاة يجمعها معها مشروع صداقة مؤجل! اذ لم تجيء الفرصة بَعد لارتقاء صداقتهما لمرحلة اللقاءات وتحديد المواعيد، اذ تلتقيا مُصادفة بالأرجاء والمقاهي. تُحب سين هذا الأمر اذ تَشعُر ان الذهاب إلى مكان ما في هذه المدينة الصغيرة إنما هو اتفاق ضمني للقاء أحدهم، فكُل مَكان له أشخاصه الذين يترددون عليه للدرجة التي أصبح فيها وجودهم في هذه الأماكن معروف وكأنهم جُزء من ديكور المَكان.  تجلس سين مع ريما وتبقى تتبادل النظرات مع هذا الشاب المجهول، حتى تجيء اللحظة التي يقترب فيها منها ويبادر في الحديث.. (Cut) تُقاطعني سين: "  لماذا نَحكي قصة لم تُفضي إلى السعادة؟ لماذا نَحكي قصة لم ولن تكتمل" أبستم  قائلة كي نُكملها! فعندما نَسرد قصة أو نكتبها فاننا نُعيد صياغتها بالطريقة التي نُريدها ونُعبي ثغراتها ونُقفل الدوائر المفتوحة قبل أن تبتلعنا! هكذا تساعدنا الكتابة في التشافي! " لكن انا تعبت من قصص الحب الفاشلة في هذه المدينة " تقول سين وتبدأ بالدندنة:

هاي المدينة كلها دواير

فلان بحب فلانة 

وهي بتحب واحد ثاني 

قال تعرض للخيانة 

وبعدها بطل ياَمن بالمشاعر 

وفي شاب وصبية تركوا بعض قصة ملحمية 

لأن طلعتله منحة دراسية وكان لازم يسافر 

صارت من بعده وحيدة 

تدور ع قصة جديدة 

بس كُل ما تتعرف ع حدا تحس انه الاشي عابر 

وعلنتان بخاف من الالتزام 

قال بده علاقة بدون اطار وعنوان 

وحدة بتحبه بدها تحس بأمان 

بتضل تقله اللي بحب بغامر

وفي حب صرله بتأجل سنين 

مع انه صحابه ثوريين 

قارئين ماركس ولينين 

بس محدا عارف يوخذ خطوة ويبادر 

كله مضيع قلبه وضايع 

كله داير بهالدواير 

يدخن حشيش ويدور ع فلاتر.. 

خلص بدي أطلع من هون 

واترك وراي هالجنون ! 

تعليقات


bottom of page